في الأغلب لا تلجأ العائلات في السعودية إلى العمالة المنزلية المقيمة إلا إذا كانت لديها حاجة ملحة وكبيرة لها، وتعتمد بشكل أساسي عليها. ومن الطبيعي أن تنشأ بعض مشاكل توظيف العمالة المنزلية المقيمة التي تعيق استفادة العائلات من خدماتها، بسبب اختلاف الثقافات والأفكار والمعتقدات. لذا، قمنا بتحديد 6 حلول للمشاكل الشائعة مع العاملات المنزلية المقيمة، والتي تساعدك على زيادة الاستفادة من خدماتهم وتقليل المعوقات.
1. يبدأ تجنب مشاكل توظيف العمالة المنزلية المقيمة من بناء علاقة قوية
إرساء قواعد الاحترام المتبادل والثقة وبناء علاقة قوية مع العاملة المنزلية يمكن أن يجنبك الكثير من المشاكل من البداية. وذلك من خلال تقدير العاملة بالتعامل الطيّب، وتوفير مكان تُحترم فيه خصوصيتها وآدميتها إذا كانت مقيمة، وشكرها على أداء مهامها بشكل جيّد، ومكافأتها على التزامها وحسن سلوكها ولو بهدية يسيرة، واستقبالها في أول التعاقد بترحاب وطمأنتها لتهدئة مخاوفها في الغربة.
من جهة أخرى، قد تكون العاملة من منزل شرقي محافظ، يرغب أهلها في التواصل مع صاحب المنزل الذي تعمل فيه للاطمئنان عليها، وذلك أمر لا بأس فيه، متى توفر ذلك لصاحب العمل، والذي قد يُشعِر العاملة بالتقدير والامتنان والترحاب، ويجنبك جزءًا هامًا من مشاكل توظيف العمالة المنزلية المقيمة.
2. إرساء قواعد الخصوصية من بداية فترة التعاقد
ولأن غالبية العاملات المنزليات من المغتربات، حيث ثقافة مختلفة ومعتقدات مختلفة وأسلوب حياة مختلف تمامًا عن المجتمع السعودي، قد لا يكون لديهم أية فكرة عن أهمية مراعاة خصوصية أهل المنزل أو ثقافة الملبس، وثقافة النظافة. ولذلك من الضروري توضيح هذا الأمر بشكل وافٍ للعاملة من بداية التعاقد وإرساء قواعد واضحة تتناسب مع عادات أهل المنزل.

3. حل مشكلة إدمان الجوال، أكثر مشاكل توظيف العمالة المنزلية شيوعًا
إذا أصبح الجوال أكبر مشاكل توظيف العمالة المنزلية وأدى إلى تقصير أو إهمال، أو استباحة حرمات أهل المنزل بتصوير أشخاصهم أو منزلهم دون علمهم، هنا لابد من وضع قانون لاستخدام الإنترنت والجوال، وأوقات محددة لذلك. وإليك بعض القواعد اليسيرة القابلة للتطبيق:
- استخدام الجوال خارج ساعات العمل وخلال فترات الراحة فقط.
- متابعة تنفيذ العاملة المنزلية لمهامها اليومية وفقًا للجدول المحدد للمهام؛ فإذا لاحظنا تقصيرًا، نناقش هذا التقصير مع العاملة المنزلية مباشرة.
- إعطاء العاملة المنزلية فرصة كافية لمحاولة الالتزام بالمطلوب منها، ومكافأتها إذا التزمت ولو بمكافأة يسيرة. أما إذا استمر الإهمال لفترة طويلة دون جدوى، نقوم بتنبيه العاملة المنزلية تنبيهًا شفهيًا بطريقة لطيفة، وتوضيح الأثر السلبي لذلك الإهمال على أهل المنزل، وعلى سير العمل.
- لا بد كذلك من إخبار العاملة المنزلية بالعواقب المحتملة في حال استمرار المشكلة، مثل خصم من الراتب أو إنهاء العقد.
- بذل المزيد من الجهد في توفير بيئة عمل مريحة ومحفزة للعاملة المنزلية، لتقليل رغبتها في استخدام الهاتف كوسيلة للترفيه أثناء العمل.
- إذا لم تتحسن الأمور، يمكنك دائمًا التواصل مع مكتب الاستقدام أو الجهة المعنية لحل المشكلة بشكل رسمي.
4. عمل جدول مهام منظم وموقّت يجمع بين احتياجات المنزل وقدرات العاملة
من الأفضل تصميم جدول مهام يومية للعمالة المنزلية المقيمة، يوازن بين احتياجات المنزل وقدرات العاملة، وتخصيص أوقات راحة في منتصف اليوم تناسب الجميع، تستطيع فيها العاملة متابعة جوالها والتواصل مع عائلتها وأصدقائها.
وكذلك من الأفضل تقسيم أعمال المنزل إلى مهام صباحية يتبعها فترة استراحة قصيرة لمدة ساعتين (فترة استراحة تناسب أصحاب المنزل)، ومهام مسائية يتبعها فترة الراحة المسائية للنوم لمدة 8 ساعات على الأقل.
وقد يتم تغيير تصميم جدول المهام المنزلية الأوّلي للعاملة المنزلية أكثر من مرة (عند اللزوم فقط) بالزيادة أو النقص، حسب التزام العاملة وحسب التغيرات في احتياجات أهل المنزل. ولكن، ما إن تم الاتفاق على تصميم نهائي لهذا الجدول يفي باحتياجات المنزل ويتوازن مع قدرات العاملة المنزلية، يُفضل تثبيت هذا الجدول إذا أردنا مشاهدة تحسين ملحوظ في أداء العاملة المنزلية لمهامها على المدى الطويل، وتوفيرًا في الوقت والجهد.
5. من أنجح الوسائل في تجنب مشاكل توظيف العمالة منزلية هو تخصيص مكافأة التزام
أن يتم تخصيص بعض المكافآت للعاملة المنزلية على التزامها وحسن سلوكها. ولا يلزم أن تكون هذه المكافأة هدية ضخمة أو ثمينة، بل يمكن تخصيص بعض المكافآت التي تَسُر العاملة فعلًا، مثل شراء وجبة لها من طعامها المحلَي المفضل لها في ثقافتها، أو من المطبخ السعودي إذا كانت تفضل ذلك. نشتري لها بعض الحلوى التي تحبها. أو نكافئها بزيادة عدد ساعات الراحة لكي تستطيع التواصل مع أهلها، أو ترتاح لفترة أطول، أو مكافئتها بيوم إجازة زيادة خلال الشهر الذي التزمت فيه بالمهام، أو شراء قطعة ملابس جديدة لها تحتاجها فعلًا، أو يسُرّها ارتداؤها.
ولا يمنع ذلك من تخصيص هدية كبيرة وثمينة إذا كان ذلك في استطاعة أهل المنزل، وفي حالة قيام العاملة بإنجاز يستحق ذلك، أو كمكافأة سنوية لها على التزامها بالعمل، أو خلاف ذلك بما يراه صاحب العمل مناسبًا.
6. توفير بيئة عمل محفزة لتجنب مشاكل توظيف العمالة المنزلية على المدى الطويل
بالأول والأخير، العاملة المنزلية مغتربة عن أهلها وبلدها، في ثقافة غريبة عليها، تشعر بالوحشة أحيانًا، وبالوحدة أحيانًا، وبالإجهاد من الأعمال اليومية أحيانًا. توفير بيئة محفزة للعاملة قد يخفف عنها بعض من هذه المشاعر السلبية الطبيعية والتي قد تعطلها عن العمل أحيانًا. وإليك بعض الطرق لتوفير بيئة عمل محفزة:
- اصطحاب العاملة في بعض المناسبات الخارجية، والتي قد تقوم فيها بمهام خفيفة جدًا، تستطيع معها الاستمتاع بالخروج والتنزّه مع العائلة. وتحفيزها بالنزهة القادمة إذا التزمت بواجباتها.
- شكر العاملة المنزلية على القيام بمهامها وإتمام واجباتها، والثناء على الأداء الجيد لها في بعض المهام. هذا الأمر بالذات بمثابة تغذية عكسية (Feedback) للعاملة المنزلية على الأداء الجيد، يَدلّها على كيفية تحسين أدائها، وتمييز الأمور التي يستحسنها أهل المنزل في أداء عملها. كما أن الشكر على المهام المعتادة والثناء على الأداء الجيد من الأشياء التي تحفز العاملة على القيام بمهامها اليومية، وتدفعها إلى تحسين أدائها في كل مرة.
- التأكد من الاكتفاء المادي والمعنوي للعاملة، من حيث استلامها راتبها بشكل وافٍ في الموعد المحدد، الأمر الذي أصبح إلزاميًا قانونًا خاصة بعد تطبيق قواعد حماية أجور العمالة؛ وأيضًا من حيث إنها تأكل وتشرب وتلبس بالشكل الذي يوفي احتياجاتها باعتدال، وزيادة راتبها باعتدال إذا اقترن ذلك بأدائها مهامها بشكل جيد.
حل مشاكل توظيف العمالة المنزلية المقيمة يتطلب اتباع نهج يوازن بين الحزم والمرونة لبناء علاقة ناجحة ومستدامة قائمة على الاحترام المتبادل تتجنب بها المشاكل الشائعة مع العاملات المنزلية. بالإضافة إلى وضع قواعد واضحة منذ البداية، وتوفير بيئة عمل محفزة تساعد العاملة على الأداء بشكل أفضل، مع تصميم جدول مهام متوازن، وتقديم المكافآت عند الالتزام، والتواصل الفعّال مع العاملة. وجميعها استراتيجيات تساهم في تحسين جودة العلاقة وتقليل التحديات.
تذكر دائمًا أن الشكر والثناء، حتى على المهام اليومية المعتادة، يمكن أن يكون له تأثير كبير في تحفيز العاملة وزيادة رضاها. يمكنك الآن تجنب مشاكل توظيف العمالة المنزلية باختيار عاملات مؤهلات ومدربات على المهام المنزلية من تطبيق راحة. حمّل التطبيق الآن وابدأ التعاقد.