قد لا يكون العلاج بالأدوية وحده كافيًا لتحقيق الشفاء الكامل للمريض، حيث يلعب الجانب النفسي دورًا عظيمًا في استجابته. وهنا تظهر مهارات التواصل وفن التعامل مع المرضى، ودورها في تعزيز الجانب المعنوي للمريض، من أجل رحلة شفاء أقصر وأسهل، ورعاية صحية فعالة وناجحة.
ومع تزايد الطلب على الرعاية الصحية المنزلية كبديل للمستشفيات، يظهر دور التواصل العلاجي كواحد من أهم مهارات التواصل مع المرضى، وجسر يربط بين أفراد الرعاية الصحية وبين متلقّي الرعاية، لتحقيق نتائج صحية أفضل واختصار رحلة العلاج. في هذه المقالة نستعرض أهمية التواصل العلاجي في الرعاية المنزلية، وكيف يمكن أن يُحدث فارقًا عظيمًا في شفاء المريض واستجابته للعلاج.
ما هو التواصل العلاجي؟
التواصل العلاجي هو أحد طرق التواصل الفعال مع المريض/المُسن بهدف تعزيز الصحة الجسدية والعقلية والعاطفية له، وذلك باستخدام أساليب لفظية وغير لفظية تساعد على بناء علاقة قوية مع المريض، وحل مشاكله، والاستماع إليه بتعاطف. ويمكن للمساعد الشخصي المسؤول عن حالة المريض، والطاقم الطبي وأفراد عائلة المريض اكتساب مهارات التواصل العلاجي مع المرضى من خلال التعلم والممارسة.
ما أهمية التواصل العلاجي في الرعاية التمريضية المنزلية؟
يتضمن التواصل العلاجي مجموعة من الاستراتيجيات مثل الإنصات واستخدام الفكاهة، تخلق بيئة علاجية إيجابية، التي تساعد فريق الرعاية التمريضية المنزلية على التواصل بشكل أفضل مع المريض / المسن، وفهم احتياجاته، وبالتالي بناء علاقة قوية معه وتقديم الدعم المناسب له، وتحسين النتائج السريرية، وتيسير طريقه إلى التعافي.
كيف يتم التواصل العلاجي الفعال مع المريض؟
إليك 10 استراتيجيات للتواصل العلاجي التي يسهل اتباعها حتى على المدى القصير:
1. استخدم الفكاهة
الفكاهة هي أحد استراتيجية التواصل العلاجي الفعالة جدًا للتخلص من التوتر وإقامة علاقة قوية مع المرضى وخلق أجواء تعافي إيجابية.
يؤثر الضحك على وظائف القلب ويوسع الأوعية الدموية، ويزيد من معدلات ضربات القلب والتنفس وكذلك استهلاك الأكسجين خلال فترة قصيرة، فينتقل المريض إلى حالة من الاسترخاء، باستراتيجية أكثر فعالية من التمارين الرياضية، وإليك بضع حقائق مثبتة في استخدام الفكاهة خلال رحلة العلاج:
- مشاهدة مقاطع الفيديو المضحكة تعمل على تنشيط الجهاز العصبي الودي (SNS).
- يخفض الضحك من مستويات هرمون التوتر الكورتيزول.
- ينشط الضحك نظام المكافأة الدوبامينية mesolimbic في الدماغ.
- يزيد الضحك من مستويات الجلوبيولين المناعي A و E في الدم.
- ويرفع مستويات المواد الكيميائية التي تساعد على الشعور بالسعادة في الجسم (البيتا إندورفين).
الفكاهة والضحك هي أحد أهم مهارات التواصل مع المرضى التي تساعدهم على الشعور بمزيد من الارتياح والانبساط لوجود مقدمي الرعاية الصحية، وتسمح لهم بالتكيف مع ظروف مرضهم وقبولهم لخوض مرحلة العلاج. كما أن المرضى الذين يشعرون بالراحة يتعافون بشكل أسرع، وتصبح استجابتهم لتعليمات العلاج أسهل.
2. استراتيجية المشاركة والصُحبة
الحضور الودّي بين المريض وبين المساعد الشخصي المسؤول عن تقديم الرعاية، يساعده على التكيف مع ظروف مرضه. وإليك بعض نماذج التطبيق: مشاركة الوجبات مع المريض، مشاهدة التلفاز، جذب أطراف الحديث معه عن اهتماماته الشخصية بعيدًا عن أمور العلاج. والهدف من هذه الاستراتيجية هو توفير الرفقة والدعم التي تساعد المريض على الشعور بالتحسن أسرع.
3. استراتيجية خلق الحافز الذاتي على التعافي
أن تُظهر للمرضى تقديرك لآرائهم في حل مشكلاتهم المَرَضية والشخصية: ما الذي ينبغي فعله في هذا الموقف برأيك؟ قد يحفزهم ذلك على التفكير في حل المشاكل وتحمل مسؤولية وضعهم الصحي، فيساعدهم على إيجاد حلول بأنفسهم، وملاحظة تطور حالتهم الصحية، ويخلق لديهم الحافز الذاتي على التعافي ويعزز نجاح مهمة مقدّم الرعاية المنزلية.
4. ملاحظة المريض عن قرب والتعليق عليها بلباقة
ملاحظة التغير في سلوك المريض أو حالته البدنية جزءًا لا يتجزأ من دور مقدم الرعاية، وإحدى مهارات التواصل مع المرضى الأساسية. التعليق بشيء من اللياقة على الاختلافات الدقيقة في مظهر المريض أو حالته المزاجية يُشعر المريض بالاهتمام، ويمنحه فرصة لشرح أسباب هذا التغيير، فيتيح لمقدمي الرعاية تسجيل الملاحظات وإرسالها للفريق الطبي، من ثَمّ اتباع استراتيجيات العلاج الأنسب له.
5. استراتيجية تشتيت انتباه المريض عن الألم
أكثر المرضى يمرون بساعات ثقيلة من الألم المبرح، والذي قد يصل بالبعض إلى الامتناع عن تلقّي العلاج، أو الخوف والجزع من هذا الألم بمستويات قد تشكل خطرًا على حياتهم. لذلك فإن أحد أهم مهارات التواصل مع المرضى هو صرف انتباههم عن هذا الألم والتوتر، من أجل تحسين صحتهم بشكل عام. وبعض التطبيقات تكون بسؤاله عن أخباره بإيجابية، وعن أحب أفراد أسرته إليه، وأحب الهوايات التي يمارسها، أو مشاهدة الصور معه وتبادل المحادثات والقصص.
6. استراتيجية الإنصات وهي محور مهارات التواصل مع المرضى
اطرح الأسئلة التي تسمح للمريض بالإسهاب في الإجابة. مثل “كيف تشعر اليوم؟” و”ما الذي تفكر فيه؟” يساعدهم ذلك على تقديم المزيد من معلومات. هنا أيضًا يأتي دور الإنصات، كأحد أعظم مهارات التواصل مع المرضى، أن تسمح للمريض بالتحدث والاسترسال، وتعطيه الوقت الكافي لمعالجة معلوماته وقيادة المحادثة، ومراقبة ما يحدث في بيئته وإظهار مشاعره تجاه ذلك. فيساعدك ذلك على توفير سبل الراحة له، واختصار طريقه إلى التعافي.
7. استراتيجية تشجيع السلوكيات الإيجابية
تحديد السلوك الإيجابي لدى المريض/ المُسن وتشجيعه عليها، وقد يتم تطبيق ذلك من خلال الثناء عليه إذا تناول الأدوية في الموعد المحدد، أو إذا تناول وجباته الصحية كاملة، وإذا جاهد السلوكيات ذات التأثير السلبي على حالته. كل ذلك سلوكيات يمكنك تمييزها وتحفيزها وتشجيع المريض عليها ليكررها، وهي واحدة من مهارات التواصل مع المرضى التي قد تؤدي إلى تَحسُّن نتائج العلاج الدوائي باستمرار، واختصار رحلة العلاج.
8. استراتيجية التفاعل والاستجابة
من أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها هو الاستماع للمريض باهتمام والتفاعل مع شكواه، وإظهار الدعم والتعاطف. وتطبيق ذلك يكون من خلال لغة الجسد، واستخدام الكلمات الرقيقة والإيماءات وتعبيرات الوجه، والاستجابة العاطفية، وتأكيدك مرات ومرات على أنه يستطيع الوثوق بك، مما يشجعه على مشاركتك أفكاره وخواطره باستمرار، ويساعدك من جانب آخر على تقديم الدعم الفعال له.
9. استراتيجية محاكاة المريض في طريقة تعبيره
غالبًا ما يكون الممرض المنزلي من بلد أخرى غير بلد المريض أو المُسن، لذلك فإن من أهم مهارات التواصل مع المرضى هو إظهار القبول والاهتمام والاحترام للخلفية الدينية والثقافية للمريض من بداية التعامل، ومحاكاة أسلوبه في التعبير، كاستخدام بعض الألفاظ التي يكررها مثلًا، أو تقليد تعبيرات وجهه المميزة في بعض المواقف، وذلك لمساعدته على الشعور بالقبول والراحة خلال فترة الرعاية المنزلية، وأنه مؤثِّر فيمن حوله. إظهار القبول وإنشاء جسر من التواصل والمشاركة في وقت مبكر من العلاقة مع المريض، قد يساعده على أن يكون أكثر تقبلاً للرعاية المنزلية وأكثر انتظامًا على تناول العلاج الدوائي.
10. الصدق والشفافية وأن تكون على طبيعتك مع المريض
لأن بناء سُيُل الاتصال المتينة مع المرضى تعتمد على الصدق والثقة، من المهم أن تكون صادقًا وتظهر شخصيتك الحقيقية. إظهار شخصيتك الحقيقية والتصرف على طبيعتك، هي واحدة من مهارات التواصل مع المرضى التي قد يشجعهم على فعل الشيء نفسه، وتبادل الصدق معك والمصارحة والشفافية، وعدم إخفاء معلومات هامة عليك، أما إذا افتعلت بعض الأمور فقد يقودهم ذلك إلى فعل نفس الشيء، وافتعال بعض التصرفات. الصدق والشفافية تساعد المرضى على الشعور براحة أكبر في التواصل معك.
تتعدد استراتيجيات التواصل العلاجي، وتتعدد مهارات التواصل مع المرضى التي تعمل على تسهيل عملية التعافي وتقليل معاناة المرضى، وتجنب تفاقم المرض وزيادة الألم. ولكن الأساس أن يكون أهل المريض على دراية كافية بتلك الاستراتيجيات، وتوعية فريق الرعاية التمريضية المنزلية بأكثرها فعالية مع مرضاهم، ومهارات التواصل مع المرضى اللازمة لنجاح رحلة العلاج.
ولأن راحة تعمل على راحتكم، يمكنكم الآن توظيف مساعد شخصي منزلي بالشهر لرعاية أحبتكم، ومرافقتهم في رحلة العلاج حتى الشفاء. تنتقي لكم راحة أفراد خدمة مساعدين شخصيين مدربين ومؤهلين، بخبرة كبيرة، قادرين على تقديم دعم متواصل وخدمة رعاية احترافية. اطلب خدمة المساعدة الشخصية المنزلية من تطبيق راحة الآن للعناية بأحبتك، اضغط هُنا.
المصادر
- بحث Oczkowski S. Virtuous laughter: we should teach medical learners the art of humor. Crit Care. 2015;19:222.
- بحث Bennett MP, Lengacher C. Humor and Laughter May Influence Health IV. Humor and Immune Function. Evid Based Complement Alternat Med. 2009;6(2):159-164.
- بحث Mora-Ripoll R. The therapeutic value of laughter in medicine. Altern Ther Health Med. 2010;16(6):56-64.
- مقالة 20 Communication Techniques in Nursing To Improve Care بقلم Ingrid Monteiro آخر تحديث في 4 فبراير 2023، منصة Indeed.com